السبت، 23 نوفمبر 2013

تقويم أسلوب تدريب الأقران




The Evolution of Peer Coaching
Beverly Showers; Bruce Joyce
تقويم أسلوب تدريب الأقران
تأليف  : بفرلي شاورز و بيوس جيسي
ترجمة الباحث التربوي / عباس سبتي

     فرق العمل البحثي لأسلوب تدريب الأقران يعززون محاولات تنمية الموظفين ويقدمون استراتيجيات جديدة  في تنفيذ هذا الأسلوب ، ومرت (15) سنة منذ اقترحنا  أسلوب تدريب الأقران في مجال التنمية المهنية للموظفين .
( جيسي وشاورز 1980)

     في السبعينيات من القرن الماضي تبين من عملية تقويم المعلمين أن 10% منهم يطبق ما تعلمه من استراتيجيات التدريس وفق المناهج المدرسية  حتى ان معدل أثر التغيير في المعلمين  كان منخفضا ، فلم يستفد كثير من المعلمين من طرق التدريس التي تحدث تغيرا ملموسا في بيئات تعلم الطلبة ، وبعد الاطلاع على الدراسات التي اجريت في عام 1980 فحصنا الفرضيات التي تؤكد أن ورش العمل من شأنها أن يطبق المعلمون ما تعلموها في هذه الورش خاصة في مجال سلوكيات المعلم الفصلية وأثرها على تعلم الطلبة واظهرت النتائج تطابق وجهات نظر الخبراء والمشاركين في ورش العمل باهمية التدريب للمعلم  وقد يزال قلقنا عندما يستفيد الطلبة من تعلم وتدريب معلميهم وتنميتهم مهنيا و في خلق المعلمين بيئات تعلم أفضل لأنفسهم ( جيسي وشاورز 1996) وأشرنا من خلال الدراسات المبكرة في هذا المجال :

     إن نجاح فريق العمل لأسلوب تدريب الأقران  بتطوير مهارات التعاون وتبادل الخبرات بين المعلمين  ساعد على المشاركة الجماعية فيما بينهم وتحقيق الأهداف وكنا نطالب باستمرار فريق العمل بتمكين المعلمين وتعديل سلوكياتهم من خلال  دراسة الممارسة الفصلية .

     آلية أسلوب تدريب الأقران في إحداث تغييرات في الممارسات الفصلية جعلنا نطور عملية التدريب في كليات إعداد المعلم ليس بحجة  مبادرة تطوير العاملين بالمدارس وإنما الأخذ في الاعتبار تغييرات عمليات التدريس والمناهج كأساس لإحداث مثل هذه التغييرات ، وتبين  من خلال تاريخ تطبيق تدريب الأقران ووصف التغيرات التي يحدثها التدريب وتفعيل التوصيات باستمرار ذلك كعنصر أساس في تنمية قدرات المعلمين بأي هيكل ومؤسسة  تنظيمية .

تاريخ أسلوب تدريب الأقران  :
قبل 1980 :
     كانت عملية التدريب قد طبقت قبل 25 السنة الماضية منذ منتصف الخمسينات حيث قامت حركات وطنية لتطوير التعليم من خلال تبني الجودة التعليمية وتكافؤ فرص التعليم للجميع ، وفي بداية السبعينيات اكد التربويون على محاولة التغيير وتخصيص موازنة بعد موافقة الناس ، إن عدم وجود أبحاث في كيفية تعلم المعلمون استراتيجيات التدريس وكيف تنجح المدارس في إزالة الفشل في حركة التعليم اقترح التربويون على تعليم المعلمين استراتيجيات التدريس والتعلم في المدارس ، وإدارات المدارس لا تشجع عمليات التدريب المكثفة التي تقام في فترة العطلة الصيفية او ورش العمل أثناء فترة الدراسة المدرسية ولكن المؤشرات الأولية توعز الفشل والمعوقات إلى قلة الحوافز والجهود التي تبذل  ومواقف المعلمين اتجاه عمليات التدريب ما بين 1980و1987 : 

     نعتقد أن التغييرات في المؤسسات التعليمية وبرامج التدريب تساعد حل مشكلات ولا يمكن ألقى اللوم على المعلمين وأن فهمنا كيف أن  تعلم المعلمين السلوكيات أثناء عملهم مهم وذلك بحكم عملنا كفريق بحثي في المدارس والجامعات من خلال تطبيق أسلوب تدريب الأٌقران  يتبين أهمية التدريب والممارسة .

     وبدأنا عملنا بالاطلاع على الأدبيات والدراسات بخصوص أهمية التدريب  ومكوناته وناقشنا هذه المكونات  وكيف نستفيد منها في تفعيل دور أسلوب تدريب الأقران بالمدارس .

     في عام 1980 كنا نعتقد أن المحاكاة والممارسة  والتدريب داخل الفصل تحت الظروف الشبيهة  تحتاج إلى التغذية الراجعة من أجل استمراريتها  وتعد أهم مكونات أي برنامج تدريبي وافترضنا أن المعلمين يحاولون اتقان المهارات بعد ان يمروا بتجربة التدريب وتلقي المساعدة من زملائهم  أثناء ملاحظتهم بالفصل .
( جيسي وشاورز 1980 ص384)    

     وفي بداية الثمانينيات  رأينا كيف أن التدريب وحده لا يكفي طالما لم يصاحبه  تطبيق عملي للسلوك إلى جانب حاجة المدرب إلى التعمق بالمحتوى العلمي وتقديم التغذية الراجعة للمتدربين  لذا يحتاج المعلمون إلى خيبر ومستشار في أسلوب تدريب الأقران  ، وأشارت البحوث على  أن ممارسة الإشراف الفني وما يقدمه المشرف الفني من التغذية الراجعة قد أثرت في أسلوب تدريب الأقران مما جعل الباحثين يناضلون لخلق التغذية الراجعة أفضل  في أسلوب تدريب الأقران من  اجل تسهيل مهمة المدرب .

     وأظهرت البحوث المبكرة ان المعلمين الذين تدربوا على يد زملاء لهم قد استخدموا استراتيجيات جديدة في الفصول ( بيكر وشاورز1984 ) بينما الإشراف الفني في الخمسينات والستينات من القرن الماضي لم يحسن من سلوكيات المعلمين كما هو حاصل بالنسبة لأسلوب تدريب الأقران .

الممارسة الحديثة :
     أجرينا دراسات مبكرة على المعلمين بشكل فردي أو جماعي ( مجموعة صغيرة ) من خلال ملاحظة سلوكياتهم في الفصول وبعد ذلك شاركت بعض الكليات العلمية و الأكاديمية كعمل تطوعي في هذه الدراسات بعد تحديد الاحتياجات التدريبية لطلابها والمحتوى العلمي والبرنامج التدريبي وعملية تقويم مما أثر التدريب على هؤلاء الطلبة  ، وجدنا وبشكل كبير أن التعاون الجماعي مهم للغاية في نجاح هذا النوع من التعلم ، وقمنا بمخاطبة هذه الكليات في اختيار المدارس لإجراء التجارب والبحوث وأسلوب التنسيق والتعاون معنا .

مباديء أسلوب تدريب الأقران :
     يطلق على تدريب الموظفين والعاملين عدة مسميات مثل التدريب الفني والتدريب الجماعي والتدريب التحدي وتدريب الفريق والتدريب المعرفي في مجال أسلوب تدريب الأقران ( جارمستون 1987 ) مع الإشارة إلى بعض المراحل التي بينها  جهاز الإشراف الفني مثل  مرحلة قبل الاجتماع ومرحلة الملاحظة الصفية ومرحلة  المناقشة والنقد في تقويم المعلمين .

     أنواع التدريب السابقة  التي اقترحناها  : التدريب الفني وتدريب الفريق  وتدريب الأقران ( الزملاء ) الذي يشبه الإشراف العيادي أو الأكلينيكي في جهاز الإشراف الفني كلها تركز على التجديد في مجال المناهج وطريق التدريس ( كنت 1985 ونيوبرت وبراتون 1987 وروجرز 1987) وكما ان هدف التدريب الجماعي والتدريب المعرفي هو تحسين السلوكيات الفصلية للمعلم  ( جارمنستون وآخرون 1993 ) وكل هذه الأنواع من التدريب عدا تدريب الفريق تختلف في تغيير هذه السلوكيات عدا التغذية الراجعة اللفظية .

     في حال  تعاون الكليات يجب الموافقة على عمل الأعضاء ضمن فريق واحد بحثي معنا في أسلوب تدريب الأقران على ان يوافق اعضاء الفريق إحداث التغيير في السلوكيات من خلال التنسيق والتعاون والتخطيط في اختيار المواد الدراسية  والوسائل التعليمية  وجمع البيانات المطلوبة التي تخدم اهداف المدرسة .

     والتغذية الراجعة اللفظية مهمة في أسلوب تدريب الأقران  حيث أن أول نشاط للفريق البحثي هو التخطيط  وتطوير المناهج وطرق التدريس لتحقيق الأهداف المشتركة خاصة إذا تعلم أعضاء الفريق كيف يطبق الاستراتيجيات للوصول إلى هذه الأهداف من التخطيط والتعاون ، وعندما يحاول المعلم تقديم التغذية الراجعة لزميله يشعر بالتنافر والسلبية منه وهذا يعني تأثرهم بتوجيهات الإشراف الفني وسلبياته كمن يسمع خبرا سارا ثم يعقبه خبرا سيئا نتيجة تجربتهم مع الإشراف العيادي والنظر إلى أسلوب تدريب الأقران هو تقويم عملهم خاصة وهذه تجربة جديدة لهم وعرضة  لارتكاب الأخطاء أثناء ممارسة هذا الأسلوب .

     وحذف التغذية الراجعة أثناء التدريب  يعني عدم تغيير سلوك المعلم نحو الأفضل ( جيسي وشاورز 1995) والإغفال عن هذه التغذية سوف يصيب بعض مكونات أسلوب تدريب الأقران خلل ، لكن بعد تقديم التغذية الراجعة من خلال التدريب المكثف وتغيير في سلوكيات المعلم داخل الفصل فأن هذه التغذية تكون مقبولة  لدى المعلمين .

     نحن بحاجة إلى تعريف مفهوم " المدرب" من خلال ملاحظة معلم لزميله داخل الفصل ، الملاحظ يكون مدربا بينما الذي يقوم بالتدريس يكون متدربا ، في هذه الأثناء على المعلمين الذين يلاحظون زملاءهم عليهم أن يدركوا انهم يتعلمون من بعضهم بعض ، ليس هناك مناقشة في " التغذية التقنية او الفنية " خاصة مع بداية عملنا في أسلوب تدريب الأقران ، تعقب هذه الملاحظات عبارة " اشكرك على هذه الملاحظة لك  وجعلتني أفهم كيف أغير سلوكي أثناء تعاملي مع طلبتي" .

     العمل التعاوني لفريق البحث أوسع من العمل الإشرافي وملاحظات المشرف للمعلمين ، ويعتقد بعض ان جوهر التدريب والملاحظة الصفية هو نصائح تقدم للمعلم المزور فقط ، لكن الصحيح هو ان المعلمين يتعلمون من بعضهم بعض من خلال التخطيط  للدرس وتوفير الوسائل المعينة وكيفية التعامل مع طلبة الفصل وأثر سلوكهم على التحصيل الدراسي لهؤلا ء الطلبة .

توصيات الدورات التدريبية :
     الاهتمام اكثر بالتدريب يجعلنا نواصل العمل في إحداث تغييرات لسلوكيات المعلمين في كيف يعلم المعلم طلبته  التعلم الذاتي والقدرة على حل المشكلات وكيفية التعامل مع التكنولوجيا في جمع المعلومات ، ونعتقد ان المدربين يساعدون المعلمين في إحداث تغييرات سلوكية لهم أثناء التدريب .

     أولا : مساعدة المعلمين في المدارس التخطيط  بدلا من جعلهم يأخذون كل شي جاهزا  مع توفير الوقت الكافي أثناء تدريبهم .

     ثانيا : على  المدربين تشكيل فريق العمل بالتعاون مع المدارس والكليات ، بعد تحديد احتياجات التدريب  ومحتوى البرنامج التدريبي الذي يتفق مع المناهج الدراسية  وكيفية تطويرها  ومع تحديد موازنة التدريب .

     ثالثا: ويمكن ان نقدم البناء التدريبي  لتخطيط التعاون  ، ويشاركنا المعلمون في صعوبة تنفيذ الأداء وفق ما يتبناه الإشراف الفني التقليدي لكن مع السير خطوة وخطوة يمكن لفريق التدريب تحديد وقت التدريب وما يمكن ان ينجزه المعلم  وتحديد التداخل في المهام بين المعلمين ، وتحديد الأهداف التي يحققها المعلم في بداية وأثناء السنة الدراسية  وتحديد الفترة الزمنية لذلك وتحديد الخطوات العملية لتحقيق هذه الأهداف وتقسيم العمل مع فريق العمل .

     رابعاً : على أعضاء الفريق تحديد كل مبادرة جديدة وأثرها على تحصيل الطلبة ، وعندما تتفق المدارس على خطة التدريب  أو تغيير بعض بنودها خاصة في وجود تداخل في مهام أعضاء الفريق يجب قياس أثر هذا التداخل على عملية التدريب  والاستفادة من الدراسات في هذا المجال للتغلب على هذا التداخل .


المراجع :

The Evolution of Peer Coaching
Beverly Showers; Bruce Joyce
Educational Leadership, March 1996 v53 n6 p12(5)
Joyce, B., & Showers, B. (1994). Student achievement through staff development. New
York: Longman, Inc.
Joyce, B., & Showers, B. (2002). Student achievement through professional
development. In B. Joyce & B. Showers (Eds.), Designing training and peer coaching:
Our need for learning. Alexandria, VA: Association for Supervision and Curriculum
Development.
Joyce, B., Murphy, C., & Showers, B. (1996). The River City Program: Staff
development becomes school improvement. In B. Joyce & E. Calhoun (Eds.),
Learning experiences in school renewal: An exploration of five successful
programs. College Park, MD: ERIC Clearinghouse.
Joyce, B., & Showers, B. (1996). The evolution of peer coaching. Educational
Leadership, 53(6), 12–16



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق