الأحد، 17 نوفمبر 2013

تنمية تقدير الذات لدى طفلك




Give Your Child the Gift of Self-Esteem
Cassie Simons
تنمية تقدير الذات لدى طفلك
تأليف : كاسي سيمونس " صاحبة كتاب كيف تساعد طفلك على النجاح "
ترجمة الباحث التربوي / عباس سبتي

     الكثير يتكلم عن الطفل الموهوب ولكن في الحقيقة ان الطفل يولد ولديه طاقات كامنة في داخله وكما قال أوريسون ماردن Orison Marden  :

     في الإنسان قوى نائمة وكامنة تدهشه لا يحلم في امتلاكها ، هذه القوى تغير حياته إذا ما استخدمها .

     هذه العبارة صحيحة في حق طفلك ، ليس فقط أنه موهوب بل حتى في حق غيره من الأطفال ، نافلة القول أن الوالدين قد ينميا تقدير الذات لطفلهما .

     الأطفال الذين يقدرون ذواتهم هم سعداء وناجحون ، وعدم تقدير الذات شائع في الأطفال الذين تحصيلهم الدراسي ضعيفاً في المدرسة ولهم مشكلات سلوكية ويعانون من الضعف الدراسي .

الطفل حديث الولادة :
     الطفل حديث الولادة العاجز يأتي إلى الحياة وهو مزود بقوى وطاقات تساعده على ما يرغب به ، ليس فقط من خلال البكاء ليأتي والداه إليه ، بل ويستخدم أعضاء جسمه أو لغة تعابير الوجه ليقول ما يريده ، فالطفل يتعلم الابتسامة وهو صغير جداً أن الابتسامة أداة تواصل في ذاكرته ( مخه وعقله ) الطفل مع هذه الابتسامة وبتحريك أصابع يديه قد يود أن يقول : " مامي ، بابي " .

     في هذه الخطوة الأولية عليك التفاعل مع كل محاولة تواصل لدى الطفل ، من خلال ملاحظة ومتابعة بكاء الطفل ( وهذا لا يعيقه التدرب على هذا الروتين ) مرآة التواصل من خلال تعابير الوجه ومكافأة واستجابة لصوت الطفل للثناء عليه .

الخطى والدرج ( الحبو ) :
     الخطى والحركة في كل شيء نجده في محيطنا  ، هناك تعلم سريع يمارسه الأطفال خلال ما يدور حولهم ، ليكتشفوا كل شيء وباللمس ومحاولة وضع وأكل كل شيء تتناوله أيديهم ،  أنها خطوة حاسمة يتخذها بعض الآباء عن طريق هذه الملاحظة ، نعم عليك كأب مراقبة سلوك الطفل كي لا يجرح نفسه أو  يتلف شيئاً ثميناً ، وتحتاج أيضا أن تعطيه فرصة التعبير عن سلوكه دون نقد أو ضجر .

     ابعد عن الطفل أدوات الطبخ وغيرها ووفر له الدمى و( الألعاب ) كي يلعب بأمان وحاول أن تجلس على الأرض وتداعبه ودعه يراقبك ليحاكيك ويقلدك ، ويستطيع ان يلعب الطفل في المطبخ بقدر أو معلقة من خشب والأم معه في المطبخ وهي تطبخ .

التهذيب والتأديب والتدريب  :
     أريد أن أأكد على ما جاء سابقاً على أن التأديب مهم جداً في هذه المرحلة لأني لا أريد أن يفكر ( الوالدين ) فيما مضى من أني أحاول ان أفسد وأدلل طفلك ، ويقول بعض الآباء  يدعي أن هذا " يسمح للطفل أن ينال حريته عندما يكبر ، هؤلاء الآباء يرغبون أن يتدرب أطفالهم على ما يتمنون ، ولكن إذا أردت أن يتربى الطفل ويصبح ناجحاً عندما يكبر ، عليك أن تعمل جيداً من خلال تربيته وتعليمه من وجهة نظر المجتمع ، ومن المهم على الطفل  أن يتربى بنفسه من خلال مساعدة الوالدين لما ينجزه الطفل وما يريده من الناحية الأخلاقية والعرفية .

     التأديب يكون من خلال الحواس والتفكير وما هو ملائم لمراحل نمو الطفل ، على الوالدين أن يجاهدا ألا يفقدا أعصابهما وإنما أن يأدبا طفلهما بجد ، لكن متى يكون التأديب مناسباً ؟ عندما يرى الوالدان ذلك حسب الظروف المتاحة .

التحدث مع الطفل :
     تجنب أسلوب توجيه النقد للطفل ، مع الثناء والمدح والتشجيع له عند كل فعل حسن حاول أن تمدح الطفل على فعل حسن يومياً ، هل تجد صعوبة ومشكلة في هذا الثناء أو المدح ؟ حاول أن تكلفه عملاً يقدر عليه لكي تمدحه ، لأن الأطفال يحبون الإستحسان من الكبار ، ولا تنسى أن تشجعه دائماً ولو أنه فشل في أداء الفعل المطلوب دعه يجرب ويجرب .

     والمثال الجيد أن توضح أهدافك في تربية الطفل باستخدام أسلوب المدح وقاوم الإغراء ولا تغتر أو تترفع في عدم مدح الطفل ، كلمة : شكراً مهمة في تنمية تقدير ذات الطفل    
والجانب الآخر من صياغة ابتكار التحدث هو الاستماع ، أنه مهم جداً أن تستمع إلى طفلك ، متى ما أقلق طفلك شيء ما لا تجعله تحت السجادة بقولك : لا تكن ساذجاً وبسيطاً ، وقد يبدو لك ذلك تافهاً لكن طفلك ينظر إلى ما تهتم به وما تؤكد عليه ، فإذا قلت : أنا آسف أنك حزين وقلق ، فأن طفلك سيبحث عن حل المشكلة ، أو يضع الحادثة خلفه دون طلب مساعدة منك ، أو تقدم له حلاً .

قوة الرغبة :
     يمكنك منح طفلك ظروف تعليم حسنة ، ابحث عن أساليب النجاح له ، ضع أهدافاً في تحقيق مواقف لو خيالية ولكن  هذا لا يكفي ، كل هذه الأشياء الجيدة لها مطلب حيوي واحد ، وهو ماذا تريده بالضبط .

     الرغبة المثيرة والمتوقدة هي أول شيء في طريق إنجاز المهام ، وكأب أو أم أنت في موقع فريد من تأثير على رغبات شخص آخر أي طفلك ، وبعد بلوغه العاشرة من عمره فأن تأثيرك يقل عليه لأنه يتأثر بآراء زملائه وأصدقائه أكثر من تأثره بآراء أبويه .

     علم الطفل بالتدريج خلال سنواته الأولى من عمره ومن خلال ما يرغب به من رغبات نافعة ، علمه كيف يكون مجتهداً في المدرسة حتى يكون مميزاً في عمله بالمستقبل بدلاً من الاعتماد على فطرته وموروثاته .

     كيف تغرس الرغبات بالطفل ؟ من خلال سرد القصص لأن الأطفال يحبون القصص ، اخلق قصة أبطالها يضحون في بعض رغباتهم من أجل شيء بالتغلب على التحديات ، جرب سرد القصة له والطفل يعرف معنى النجاح وأثر المراجعة والاستذكار على تقدمه بالمدرسة ، وقصة تبين رغبة الطفل في التخطيط لسفر إلى مكان ما ، وكيف يتمتع بهذه الرحلة ويحقق رغباته .

     اختر القصة التي تعكس حياة الطفل وما يتمنى أن يحققه من أماني .

     المؤلف الشهير نابليون هيل ، Napoleon Hill  كان يسرد قصة لطفله الذي لديه إعاقة سمعية كي يتغلب طفله على مشكلة السمع ، وأن هذه الإعاقة يفتح له آفاقاً في النجاح بالحياة ، واستطاع الطفل أن ينهي دراساته الجامعية ، واستطاع أن يعالج نفسه ويتغلب على هذه الإعاقة ، وأن يحقق امنية والده في علاج ملايين من فئة الصم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق